تشكل المشاركة السياسية للشباب أحد المؤشرات الأساسية على الانخراط في العمل السياسي وعلى فعالية التواصل المفترض بين الأحزاب كبنيات سياسية تأطيرية وبين الشباب كعنصر أساسي في دينامية الحركة والتغيير السياسيين. وإن كان واقع الحال في المغرب كما هو في مجمل الأقطار العربية يعرف ظاهرة العزوف السياسي للشباب التي تطرح إشكالية فشل المنظومة البنيوية للأحزاب السياسية في استقطاب هاته الفئة، وهو ما يعزى إلى أعطابها العديدة التي تنخر جسمها الداخلي وكذا إلى طبيعة وبنية النظام السياسي والعلاقات التفاعلية التي يقيمها مع بنياته.

وهو ما يدفع بالشباب المغربي إلى النزوح إلى شبكات التواصل الاجتماعي كفضاء افتراضي يشكل عنصر جذب واستقطاب للشباب، لما يتيحه من حرية التداول للمعلومات والمعارف والآراء وكذا تخطيه للحدود الجغرافية والسوسيولوجية إلى فضاء حر ومفتوح يشكل أداة تواصلية سياسية ويغذي الاحتياج الاجتماعي، وبذلك يكسر مختلف الحواجز التي أقامتها وسائل التواصل التقليدية، ليشكل بذلك سلطة خامسة تفرض نفسها داخل مختلف البنيات الاجتماعية والسياسية للنظام السياسي، وهو ما شكل تحولا ليس في أنماط المشاركة السياسية للشباب المغربي فقط، بل كذلك تحولا جذريا في أدوات وآليات الخطاب وأنماط التواصل التي أحدثت تأثيرا في مختلف المجالات.